حرب وشيكة بين إسرائيل ومصر

في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، تصاعدت حدة “حديث الحرب” بين مصر وإسرائيل، خاصة مع تصاعد أزمة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وعلى الرغم من أن خبراء يشيرون إلى أن هذا التوتر لم يصل بعد إلى درجة المواجهة العسكرية المباشرة، إلا أن التصريحات الإعلامية المتبادلة تُظهر خلافًا غير مسبوق في العلاقات بين البلدين.

تصعيد كلامي وتوتر في الإعلام

شهدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في البلدين موجة من التوتر، حيث تصدرت وسوم مثل “#الجيش_المصري_قادر_وجاهز” و”#عاش_الجيش_المصري_عاش” في مصر. وقد دعا إعلاميون مثل أحمد موسى إلى تكثيف هذه الحملات لدعم الجيش المصري، معتبرًا أنها “ستزلزل منصة (إكس)”.

في المقابل، تداولت وسائل إعلام عبرية تحذيرات من تعزيز مصر لوجودها العسكري في سيناء، وهو ما اعتبره الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، أرييل كاهانا، “انتهاكًا لاتفاق السلام”. كما نشر موقع “JDN” الإسرائيلي تقريرًا يتساءل عن مدى استعداد إسرائيل لمواجهة عسكرية مصرية.

سجال سياسي حول “التهجير”

يُعدّ موضوع تهجير الفلسطينيين من غزة هو المحرك الرئيسي لهذا السجال. فبعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي أشار فيها إلى “رغبة نصف السكان في الخروج” وأن مصر تغلق معبر رفح، جاء الرد المصري حاسمًا.

وصف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، تصريحات نتنياهو بأنها تهدف إلى “نفي الفلسطينيين “، وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن مصر “لن تكون شريكًا في هذا الظلم” وأن التهجير “خط أحمر غير قابل للتغيير”.

ولم يتوقف السجال عند هذا الحد، حيث رد نتنياهو ببيان آخر اتهم فيه مصر بأنها “تفضل سجن سكان غزة”، بينما وصف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، فكرة “التهجير الطوعي” بأنها “هراء”، مؤكدًا أن هذا الأمر “لن يتم السماح به تحت أي ظرف”.

تحليل الخبراء: حرب إعلامية أم مواجهة حقيقية؟

يرى العديد من الخبراء أن هذا التوتر يظل في إطار “الحرب الكلامية النفسية” للضغط على مصر وحركة حماس، ودفعهم نحو تقديم تنازلات. ويؤكد الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، أن “إسرائيل تعرف حجم وقوة الجيش المصري”، وأن هذه الحرب الكلامية “لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية”.

ويتفق معه عضو مجلس الشيوخ المصري، الدكتور عبد المنعم سعيد، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو “مواجهة سياسية – دبلوماسية”، وأن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يساهمان في دفع هذا الحديث نحو الحرب، رغم أنه لم يتحول إلى مواجهة حقيقية.

وفي السياق نفسه، يؤكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو الشوبكي، أن هذا التصعيد، وإن كان الأقسى في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال في إطار الصراع السياسي والإعلامي، في ظل تمسك البلدين بمعاهدة السلام.

وتظل العلاقات بين البلدين متوترة منذ بداية الحرب في غزة، وسط اتهامات متبادلة حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا. إلا أن هذه التوترات لم تمنع استمرار التواصل الأمني والدبلوماسي، وجهود الوساطة المستمرة من القاهرة لوقف الحرب في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *