بداية النهاية الهادئة
في عام 2010، كانت كل المؤشرات توحي بأنها ليلة استرخاء عادية لغريغ فلينيكن. كان فلينيكن في غرفته رقم 348 بأحد الفنادق، يستمتع بسيجارته الفاخرة وقطعة من الشوكولاتة، عندما تحطمت لحظة هدوئه. فجأة، وبلا سابق إنذار، شعر بألم حاد ومفاجئ اجتاح جسده بالكامل. قبل أن يتمكن من استيعاب ما حدث، انهار وسقط أرضًا، لتنتهي حياته في غمضة عين.
تشريح الجثة يفتح صندوق “باندورا”
في الصباح التالي، دق ناقوس الخطر. بعد محاولات متكررة فاشلة للاتصال به، طلبت زوجته من إدارة الفندق فتح الغرفة. الموظفون عثروا على فلينيكن جثة هامدة، لكن المشهد كان خاليًا من أي علامات صراع أو اقتحام.
الصدمة الحقيقية جاءت من تقرير التشريح الطبي: الرجل تعرض لإصابات داخلية واسعة النطاق، وكأنها نتيجة اعتداء وحشي، ومع ذلك، لم يُعثر على أي جروح أو آثار خارجية لضربة واحدة! لغز دامٍ في غرفة مغلقة، دفع بالتحقيق إلى يد المحقق الخاص المخضرم، كين برينان.
ثقب الجدار المخفي.. والشاهد الصامت
قاد برينان تحقيقه إلى الغرفة المجاورة مباشرة، رقم 349، حيث كان يقيم لانس مولر برفقة مجموعة من الأصدقاء. تبين أن مولر، وهو في حالة سكر شديد، كان يعبث بمسدس محشو، فانطلقت منه طلقة نارية عرضية. لم يدرك مولر ورفاقه فداحة ما ارتكبوه، وافترضوا أنها مجرد طلقة طائشة مرت بسلام.
لكن المحققين لم يقتنعوا بالصمت. وبعد فحص دقيق للجدار الفاصل، اكتشفت السلطات الثقب المميت: فتحة صغيرة تم إخفاؤها ببراعة باستخدام مادة بسيطة وغير متوقعة: معجون الأسنان!
مسار الرصاصة “المستحيل”
كشفت التحقيقات عن المسار المروع للرصاصة، والذي كان مفتاح حل اللغز:
- الاختراق: الرصاصة اخترقت الجدار الخرساني الرفيع بين الغرفتين.
- الإصابة الخفية: دخلت جسد فلينيكن من منطقة حساسة (الصفن). هذه المنطقة، لكون جلدها طريًا ومتداخل الطبقات، أخفت تمامًا أثر دخول الرصاصة في الفحص الأولي.
- النهاية القاتلة: واصلت الرصاصة طريقها داخل الجسد حتى استقرت في قلب فلينيكن، مما تسبب في وفاته الفورية.
لذلك، لم تكن هناك أي آثار خارجية عنيفة، لأن الرصاصة قامت بعملها القاتل من نقطة دخول “غير مرئية” تقريبًا.
في النهاية، تم الكشف عن الحقيقة المذهلة وراء الوفاة الغامضة. حُكم على لانس مولر بالسجن لمدة عشر سنوات لتسببه في هذا الحادث المأساوي نتيجة الإهمال المميت.








