تشهد تونس دخولاً مبكراً وغير مسبوق لموسم الفيروسات التنفسية الخريفية، مع الإعلان عن ظهور سلالة جديدة تُعرف باسم “فيروس ألفا”. هذا التطور دفع بالجهات الصحية إلى إصدار نداءات عاجلة بضرورة رفع مستوى اليقظة الصحية والالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية.
تفاصيل ظهور “ألفا” والسياق الوبائي:
أكد الدكتور حكيم الغرد، المشرف على البرنامج الوطني للوقاية ومقاومة النزلة الموسمية، أن المشهد الوبائي الحالي يتميز بانتشار مجموعة من فيروسات الخريف، أبرزها “ألفا”. ووصف الدكتور الغرد الفيروس بأنه سلالة تنفسية جديدة، يُرجح أنها تنتمي إلى عائلة الفيروسات الكورونية الموسمية، وتظهر بشكل تقليدي في فصلي الخريف والشتاء.
يكمن الخطر في أن “ألفا” لا يقتصر تأثيره على الجهاز التنفسي العلوي فحسب، بل يمكن أن يسبب التهابات حادة في الجهاز التنفسي السفلي، مما يجعله يشكل تهديداً كبيراً، لا سيما على الفئات الأكثر ضعفاً.
الأعراض المميزة لـ “فيروس ألفا”: ما الذي يجب الانتباه إليه؟
في حين تتشابه أعراض “ألفا” مع أعراض الإنفلونزا الموسمية (الزكام الحاد)، إلا أنه قد يتخذ منحنى أكثر حدة. تشمل الأعراض الرئيسية التي يجب أن تستدعي الاستشارة الطبية:
- ارتفاع مستمر في درجة الحرارة.
- سعال جاف ومتقطع أو متواصل، مصحوب بالتهاب في الحلق.
- آلام عضلية ومفصلية حادة (آلام البدن).
- احتقان أو سيلان أنفي حاد، مع إرهاق عام وفقدان للشهية.
- علامات الخطر: ضيق التنفس أو “الصفير في الصدر”، وهي مؤشرات تستدعي العناية الفورية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
التحضير للموجة القادمة: RSV والإنفلونزا الموسمية:
لم تقتصر تحذيرات الدكتور الغرد على “ألفا”، بل امتدت لتشمل التنبيه إلى اقتراب ظهور الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الذي يُتوقع انتشاره بين نهاية أكتوبر ويناير، وكذلك ذروة النزلة الموسمية المتوقعة بين نهاية يناير وبداية فبراير. هذا التزامن يفرض ضغطاً إضافياً على المنظومة الصحية.
درع الوقاية: التلقيح والتزاماتنا اليومية:
شددت وزارة الصحة على أهمية التلقيح كخط دفاع أول، معلنة عن إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد النزلة الموسمية وتوفر 280 ألف جرعة. الدعوة موجهة بشكل خاص إلى:
- الفئات الهشة: كبار السن (فوق 65 عاماً).
- أصحاب الأمراض المزمنة: بما في ذلك أمراض القلب والرئة والسكري والسمنة المفرطة.
- النساء الحوامل والأطفال المصابون بأمراض مزمنة.
إلى جانب التلقيح، تظل الإجراءات اليومية هي الركيزة الأساسية للحد من انتشار العدوى:
- المواظبة على غسل اليدين وتطهيرها بالمطهرات الكحولية.
- التهوية الجيدة والمستمرة للمساحات المغلقة.
- الاستخدام المسؤول للكمامات في الأماكن المزدحمة أو المغلقة.
- تجنب التواصل المباشر مع أي شخص تظهر عليه أعراض تنفسية.
خلاصة:
مع دخول تونس في موسم الخريف البارد، وانتشار “فيروس ألفا” بالتزامن مع توقعات بظهور الفيروسات التنفسية الأخرى، يصبح الالتزام الفردي بالجودة والوقاية هو العامل الحاسم. يجب أن تتحول هذه التحذيرات الرسمية إلى خطة عمل شخصية لكل مواطن لحماية نفسه وعائلته والمجتمع من مضاعفات هذه الموجة الوبائية الجديدة.








