في خطوة تنهي سنوات من التكتم، أدلت ليلى الطرابلسي، قرينة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، بتصريحات هامة حول عدد من القضايا العالقة التي تخص زوجها الراحل ومرحلة المنفى التي عاشاها. وتأتي هذه التصريحات، التي نُقلت عبر وسطاء، لتضع النقاط على الحروف في ملفات شائكة، أبرزها الجدل المستمر حول مكان دفنه، ولتكشف في الوقت ذاته عن إرث تاريخي قد يُنشر قريباً.
أولاً: الرفض القاطع لنقل الجثمان إلى تونس
يُعدّ ملف نقل جثمان الرئيس بن علي من المدينة المنورة إلى مسقط رأسه في تونس من القضايا التي تثير جدلاً دورياً في البلاد. وقد أكدت الطرابلسي موقفها الثابت والرافض تماماً للدعوات المطالبة بنقل الرفات، مشددة على قناعتها بضرورة بقاء قبره في البقاع المقدسة.
ووصفت الطرابلسي دفن زوجها في المدينة المنورة بأنه “شرف إلهي وفضل ديني” يفوق أي اعتبارات دنيوية أو سياسية أخرى، مما يشير إلى أن قرار بقاء الجثمان في السعودية هو قرار نهائي وذو خلفية روحية عميقة، يطوي صفحة الجدل حول هذه المسألة.
ثانياً: فلسفة الصمت السياسي في المنفى
كشفت أرملة الرئيس الأسبق عن إصرار بن علي على التزام الصمت التام خلال سنوات إقامته في السعودية، رغم المحاولات المتكررة لوسائل الإعلام الكبرى عربية وغربية لإجراء حوارات معه.
أكدت الطرابلسي أن هذا الصمت لم يكن ضعفاً، بل كان قراراً مدروساً، اعتبره بن علي جزءاً من التزامه بـ “المصلحة العليا للوطن” وضرورة الحفاظ على “مفهوم الدولة وهيبتها”. وأشارت إلى أنه آثر عدم الانجرار إلى الرد على “حملات التشويه والادعاءات الباطلة” التي طالته من جهات متعددة، موضحة أن عدداً ممن شاركوا في حكمه أو عارضوه استغلوا المرحلة التالية للثورة لخلق أمجاد وهمية أو للتنصل من تاريخهم السياسي.
وبحسب الرؤية المنقولة عنه، فإن الرئيس الراحل لم يعد يعنيه بعد وفاته سوى “الحساب الإلهي” الذي سيطال الجميع، مشددة على أن “التكريم الإلهي” قد تحقق له بدفنه في مكانته الحالية قرب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: مذكرات بن علي السرية قيد الانتظار
النقطة الأكثر إثارة للاهتمام كانت تأكيد ليلى الطرابلسي على أن الرئيس زين العابدين بن علي قد ترك مذكرات خطّها بيده. هذه المذكرات من المتوقع أن تحتوي على تفاصيل وأسرار تتعلق بسنوات حكمه الطويلة وطبيعة الأحداث التي سبقت ورافقت خروجه من البلاد.
وأشارت الطرابلسي إلى أن هذه المذكرات سترى النور في “التوقيت المناسب”، دون تحديد جدول زمني لهذا النشر. يفتح هذا الكشف الباب أمام تساؤلات واسعة حول ما ستكشفه هذه الوثائق من معلومات قد تساهم في إعادة كتابة جزء من التاريخ السياسي المعاصر لتونس.
رابعاً: الحياة الشخصية في “منفى مرير”
على الصعيد الشخصي، تعيش ليلى الطرابلسي، التي تبلغ من العمر 69 عاماً، في المملكة العربية السعودية حيث تحظى برعاية بروتوكولية وامتيازات خاصة تشمل الرعاية الصحية.
ومع ذلك، أظهرت تقارير غربية أن الطرابلسي تعاني من ضائقة مالية ناتجة عن تجميد أصولها وممتلكاتها في العديد من الدول الأوروبية. ورغم محاولتها الحفاظ على صورتها كـ “سيدة أولى سابقة”، إلا أن حياتها توصف بأنها “منفى مرير” تعيش فيه بعيداً عن الأضواء، مكتفية بالتركيز على أسرتها الصغيرة فقط.
الفيديو:








