موجة أمطار غزيرة متوقعة بتونس خلال أكتوبر 2025

تشهد الأوساط المناخية في تونس حالة من الترقب والتفاؤل الحذر مع إعلان المرصد التونسي للطقس والمناخ عن مؤشرات واضحة لوصول موجة جديدة من التقلبات الجوية، يتوقع أن تحمل معها أمطاراً غزيرة بكميات هامة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر 2025. هذا التحول الجوي المرتقب ليس مجرد تغيير موسمي، بل يمثل بشائر خير طال انتظارها، خاصة في ظل التحديات البيئية ونقص مخزون السدود الذي تعانيه البلاد.

النماذج المناخية والتحليل العميق للتوقعات الجوية

تستند التوقعات الحالية إلى قراءة متأنية لعدة نماذج مناخية إقليمية وعالمية، والتي بدأت تظهر تقارباً كبيراً في توقعاتها لاحتمالية تأثر تونس والبلدان المغاربية بصفة عامة بـمنخفض جوي قوي.

  • تأثير الكتلة الباردة: أوضح مهندسو الرصد الجوي أن المؤشرات الحالية ترجح وصول كتلة هوائية باردة إلى المنطقة. هذه الكتلة، المصحوبة بـهواء رطب وغير مستقر، تُعد الظرف المثالي لتشكل سحب ركامية عاصفية قادرة على إحداث هطول مطري غزير ومحلي.

  • تركيز زمني وجغرافي: من المتوقع أن يتركز التأثير الأكبر لهذه التقلبات الجوية خلال العشرية الثانية من شهر أكتوبر، وتحديداً في الفترة الممتدة من 11 إلى 17 أكتوبر 2025. وتُشير التوقعات الأولية إلى أن المناطق الأكثر عرضة لـالأمطار الرعدية هي الشمال التونسي والساحل الشرقي، وقد تصل الكميات المسجلة في بعض النقاط إلى مستويات تتطلب اليقظة.
  • تصريحات الخبراء: أكد الراصد الجوي المستقل، محمد التابعي، أن توزيع الأنظمة الجوية يُعطي الأولوية لـتسجيل حالة شتوية مبكرة، مما يدعم الآمال في تخفيف حدة الجفاف الذي أثر على القطاع الفلاحي بشكل كبير.

الأهمية الاقتصادية والبيئية للأمطار

لا تقتصر أهمية هذه الأمطار المرتقبة على التحسن الظرفي في الطقس، بل تمتد لتشمل جوانب حيوية في الاقتصاد التونسي والبيئة:

  1. دعم القطاع الفلاحي: ستعمل هذه الأمطار على تحسين رطوبة التربة، ما يخدم موسم الزراعات البعلية ويساعد الفلاحين في بدء موسم الحرث والزرع.
  2. تعزيز مخزون المياه: إن الهدف الأكبر لهذه الموجة هو رفع منسوب المياه الجوفية وزيادة مخزون السدود الرئيسية، وهو أمر حيوي لضمان الأمن المائي للبلاد خلال الفترة القادمة.
  3. تحسين جودة الهواء: تساهم الأمطار الغزيرة في غسل الغلاف الجوي وتقليل تركيز الملوثات والغبار.