هروب البطلة التونسية غفران بلخير

هروب البطلة العالمية التونسية غفران بلخير

شهدت الرياضة التونسية زلزالاً حقيقياً بعد الإعلان عن واقعة هروب البطلة العالمية والأولمبية في رفع الأثقال، غفران بلخير، من بعثة المنتخب الوطني. هذا القرار المفاجئ لم يكن مجرد انسحاب، بل كان فعلاً مدبراً بعناية، كاشفاً عن أزمة عميقة تعصف بالإدارة الرياضية في البلاد.

تفاصيل واقعة الهروب الصادمة

الواقعة حدثت في مطار أوسلو بالنرويج، حيث كانت البطلة تستعد للمشاركة في بطولة العالم لرفع الأثقال. وبدلاً من التوجه إلى مكان الإقامة أو قاعة التدريب، قامت غفران بلخير بخطوتها الحاسمة:

  1. ترك الأمتعة والجواز: نفذت بلخير قرارها بالهرب متخلية عن كل ما يربطها بالبعثة الرسمية، حيث تركت جواز سفرها وجميع أمتعتها الشخصية خلفها في المطار، هذا التصرف يدل على أن القرار كان نهائياً ومبيتاً، ولا رجعة فيه.
  2. اختفاء مفاجئ: لاحظت البعثة غياب البطلة بشكل مفاجئ وغير مبرر قبل موعد السفر أو التوجه إلى الفندق، مما أثار حالة من الارتباك والقلق داخل صفوف المنتخب.
  3. إعلان “تحقيق الحلم” من ألمانيا: بعد فترة وجيزة من الاختفاء، ظهرت غفران في مقطع فيديو مصوّر من ألمانيا، معلنة أنها “حققت حلمها”. هذا الإعلان، رغم بساطته، كان بمثابة تأكيد رسمي لقرار اللجوء أو الهجرة، ووضع حداً لمسيرتها الرياضية تحت العلم التونسي.

مسيرة حافلة قادت إلى اليأس

غفران بلخير، صاحبة الإنجازات البارزة مثل ذهبية بطولة العالم 2021 وذهبية أولمبياد الشباب 2018، لم تتخذ هذا القرار وهي في قمة مجدها عن عبث، فالمعطيات تشير إلى أن الهروب كان تتويجاً لـ سنوات من التهميش والإهمال، تفاقمت بفعل الظروف الشخصية والإدارية الصعبة:

  • تدهور الوضع المادي: بالرغم من استقرارها المادي النسبي سابقاً (حيث كانت تعيش على الكراء وتتحمل مصاريف علاج والدتها وتعليم شقيقتها)، فإن الوضع المالي تدهور بشدة خاصة بعد وفاة والدتها، وتركت البطلة تعيش ظروفاً صعبة لا تليق بمكانتها العالمية.
  • غياب الدعم خلال العقوبة: تعرضت البطلة لعقوبة دولية قاسية لم تجد خلالها أي دعم أو مساندة فعالة من الهياكل الرياضية الوطنية، الأمر الذي ضاعف من شعورها بالوحدة والخذلان. ويؤكد الخبراء أن الإدارة كان بإمكانها العمل على تقصير فترة العقوبة لكنها لم تفعل.
  • التنكيل والإهمال كدافع رئيسي: تشير المصادر المقربة إلى أن الدافع الأقوى للهروب لم يكن بالدرجة الأولى مادياً، بل كان نتيجة مباشرة لـ التهميش والتنكيل المتكرر الذي تعرضت له، وتعتبر “رحلة مصر” أحد الأمثلة الواضحة على سوء المعاملة الإدارية التي دفعت بالبطلة نحو اليأس.

ردود الفعل الرسمية: سطحية وعبثية

في الوقت الذي تنتظر فيه الجماهير إجابات حاسمة، جاءت توضيحات المسؤولين، ومنهم السيد إحسان الزوغ المكلف بتسيير الإدارة العامة للرياضة، سطحية جداً . فبدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للإحباط الذي يدفع الرياضيين إلى الهجرة، يركز البعض على قضايا ثانوية مثل محاولة إطلاق تهمة “الاتجار بالبشر”، وهو ما يراه المراقبون محاولة للتهرب من المسؤولية.

إن هروب بطلة عالمية تُركت وحيدة لتواجه عقوبات دولية وظروفاً معيشية صعبة هو صفعة قوية تُلقي بالضوء على فشل المنظومة الرياضية في احتواء ودعم مواهبها، وتؤكد أن الأزمة الحقيقية تكمن في غياب الاحترام والتقدير لجهود الرياضيين الذين يرفعون علم البلاد عالمياً.