قلق اسرائيلي من تعاون مصر و الصين

حالة تأهب في اسرائيل بسبب مصر و الصين

أثارت الشراكة العسكرية المتنامية بين مصر والصين حالة من القلق المتصاعد في الشرق الأوسط، خاصة مع تداول تقارير تشير إلى احتمال قيام القاهرة بنشر منظومات تسلح صينية متطورة على مقربة من الحدود الإسرائيلية. هذا التحول الاستراتيجي يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول أبعاده الدفاعية والنوايا المستقبلية.

الابتعاد عن النفوذ التقليدي

تأتي هذه الخطوات في سياق تحول تدريجي في السياسة المصرية، التي تسعى بشكل واضح إلى تنويع مصادر تسليحها وتقليص الاعتماد التاريخي على الولايات المتحدة. مصر، التي تتمتع بأهمية جيوسياسية محورية وتربطها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، تعمل على إعادة ترتيب أولوياتها الدفاعية لمواجهة تحديات إقليمية معقدة، تمتد من الأوضاع في ليبيا إلى أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.

المنظومات الصينية وأثرها على ميزان القوى

تشير التقارير إلى أن القاهرة حصلت على منظومات دفاعية صينية متقدمة، من أبرزها:

  • نظام HQ-9 للدفاع الجوي: الذي يُقارن في قدراته بمنظومة “باتريوت” الأمريكية.
  • طائرات مسيرة هجومية من طراز Wing Loong.
  • صواريخ بحرية مضادة للسفن وأنظمة مراقبة إلكترونية وسيبرانية حديثة.

ترى إسرائيل في هذه المشتريات مؤشراً مقلقاً للغاية، خصوصاً إذا تم نشرها في مناطق مثل سيناء. فبالرغم من تأكيد مصر المستمر على أن هذه المنظومات دفاعية بحتة، إلا أن وجودها بحد ذاته يمثل تغييراً نوعياً في ميزان القوى، ويهدد التفوق الجوي الإسرائيلي وحرية عمل طائراتها ومسيّراتها.

تداعيات دولية: صراع النفوذ بين واشنطن وبكين

لا يقتصر القلق على إسرائيل وحدها، فـ الولايات المتحدة الأمريكية تتابع المشهد بحذر بالغ. تخشى واشنطن أن يؤدي تعاظم الدور الصيني في مصر إلى تقويض نفوذها التقليدي في دولة تُعد حجر الزاوية في المنطقة، خاصة وأن أمن إسرائيل يظل أولوية استراتيجية أمريكية.

من جانبهم، يرى المحللون أن هذا التعاون يخدم هدفين رئيسيين:

  1. لمصر: تنويع الشراكات وتقليل التبعية للغرب.
  2. للصين: توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي كجزء من مبادرة “الحزام والطريق”.

تحديات المستقبل ونظام إقليمي متعدد الأقطاب

بينما تصر القاهرة على التزامها الكامل بمعاهدة السلام، ترى تل أبيب أن الخطر الحقيقي لا يكمن في النوايا الحالية، بل في القدرات العسكرية النوعية الجديدة التي تكتسبها مصر، والتي قد تفرض واقعاً استراتيجياً مغايراً في المنطقة.

يتجاوز هذا الملف العلاقة الثنائية بين مصر وإسرائيل، ليعكس صراعاً أوسع بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في الشرق الأوسط. هذا المسار قد يشجع دولاً أخرى على انتهاج سياسة تنويع الشراكات، الأمر الذي يمهد الطريق لظهور نظام إقليمي متعدد الأقطاب، ويضع تحديات غير مسبوقة أمام الأمن الإقليمي.