شهدت ولاية نابل التونسية، وتحديدًا في محيط منطقة قرمبالية، حادثة لافتة تمثلت في إنقاذ ضبع مخطط (Hyena) نادر ومحمي، بعد إحباط محاولة مجموعة من الأفراد استخدامه في أعمال شعوذة. وقد أسفرت العملية الأمنية عن توقيف 9 أشخاص كانوا بحوزتهم هذا الحيوان البري المهدد بالانقراض.
تفاصيل عملية الضبط والإنقاذ
تدخلت الوحدات الأمنية بعد ورود معلومات حول وجود مجموعة من الأشخاص بحوزتهم حيوان بري نادر. وبالفعل، تم ضبط المجموعة وبحوزتها الضبع المخطط الذي كان في حالة صحية حرجة للغاية.
فوراً، نسقت مصالح الغابات بولاية نابل مع الإدارة العامة للغابات، وبدعم من خبير متخصص وهو صاحب مركز تربية الحيوانات البرية بالهوارية، لتأمين عملية نقل وإنقاذ الحيوان. تبين أن الضبع تعرض لإصابات بليغة ناجمة عن عملية اصطياده بواسطة الفخاخ، ما أدى إلى إتلاف جزء كبير من أطرافه. هذه الإصابات الخطيرة أكدت تعرض الحيوان لاعتداء جسيم ومخالفة واضحة للقوانين المتعلقة بحماية الحياة البرية.
عملية جراحية معقدة لإنقاذ حياة الضبع
تم نقل الضبع على وجه السرعة إلى المصحة البيطرية المختصة لإنقاذ حياته. تولى فريق طبي بيطري، بقيادة الدكتورة رانية ملاّك، إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة استغرقت أكثر من خمس ساعات متواصلة. الهدف من العملية كان ترميم أطرافه المصابة ومعالجة الجروح العميقة التي لحقت به.
وقد تكللت الجهود بالنجاح، واستقرت الحالة الصحية للضبع بعد العملية. لضمان سلامته ومتابعة مراحل علاجه ورعايته، تم إيواء الحيوان وتأمينه في مركز تربية الحيوانات البرية بالهوارية، حيث سيحظى بالرعاية المتخصصة في بيئة آمنة ومناسبة لتعافيه.
دعوة للمواطنين: حماية الثروة الوطنية
وفي الختام، شددت مصالح الغابات على أهمية المحافظة على الحياة البرية، واعتبرتها ثروة وطنية قيّمة وجزءًا لا يتجزأ من التراث الطبيعي التونسي.
ووجهت المصالح نداءً عاجلاً لجميع المواطنين للتعاون والإبلاغ الفوري عن أي محاولات صيد غير قانوني أو اعتداء تستهدف الحيوانات البرية المحمية، مؤكدة على ضرورة تضافر الجهود لحماية هذا التنوع البيولوجي الفريد.








