يهيمن نادي برشلونة على عناوين الصحف العالمية والمنصات الرقمية، ليس فقط بسبب الأداء المتقلب في الملاعب، ولكن أيضًا بسبب الزلازل الإدارية والمالية التي لا تتوقف. في الوقت الذي يحاول فيه المدرب هانسي فليك بناء هيكل تكتيكي جديد، تبرز تحديات اقتصادية وغموض حول مصير “ماسيا” وقراراته الفنية المثيرة للجدل.
أزمة الإرث والديون: ثقب “بارسا فيجن” الأسود
لا يزال الجانب الاقتصادي يمثل نقطة ضعف كبرى في عملاق كاتالونيا. ما بدأ كحلم رقمي لإنقاذ النادي، تحول إلى كابوس مالي:
- فشل “بارسا فيجن”: كان مشروع “بارسا فيجن” هو الأمل لاحتواء الأنشطة الرقمية (Metaverse، NFTs)، لكن قيمته السوقية انهارت من 408 ملايين يورو إلى 178 مليونًا فقط. هذه الخسائر الهائلة أحدثت ثقبًا ماليًا أسود في ميزانية النادي، مما يتطلب إعادة هيكلة فورية وجذب شركاء موثوقين دون تكرار الأخطاء الماضية.
- سداد “إسباي برسا”: على الرغم من التحديات، أكدت الإدارة قدرتها على سداد أول دفعة من فوائد قرض مشروع “إسباي برسا” والمقدرة بـ 44 مليون يورو في ديسمبر، مما يؤكد أن النادي لا ينوي إعادة تمويل الديون في الوقت الحالي.
- هدف “اللعب النظيف”: تضغط الإدارة بقوة لتحقيق قاعدة 1-1 للعب المالي النظيف في سوق الانتقالات المقبلة، وهو ما يعني أن أي تعاقد جديد يجب أن يسبقه بيع بنفس القيمة تقريبًا، مما يضع قيودًا كبيرة على خطط فليك.
صدمة “الماسيا”: هل يضحي فليك بكاسادو؟
في خضم هذا الصراع، تبرز قضية مارك كاسادو، جوهرة “الماسيا”، لتثير عاصفة من الجدل في الأوساط الكتالونية.
- احتفال بقلب المشجع: يرى المراقبون أن كاسادو يمثل روح النادي الحقيقية؛ فهو الشاب الذي احتفل بلقب في “كاناليتس” بشغف المشجع العادي. التفكير في بيعه يوصف بأنه “أمر يوجب إغلاق النادي”.
- القرار التكتيكي الغامض: كان قرار فليك بسحب دي يونغ وإدخال كريستنسن أمام إشبيلية، وترك كاسادو على الدكة، غريبًا. فقد افتقد الفريق للاعب قادر على ارتكاب الخطأ التكتيكي الضروري لكسر الهجمات المرتدة، مما أدى لخسارة الصدارة.
- رسالة المدرب: عمليات التبديل بين الشوطين التي تعرض لها كاسادو في مباريات سابقة لا تبعث برسالة إيجابية. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن فليك لن يتخلى عن كاسادو، فهو يعلم أن اللاعب سيكون ضروريًا جدًا في ظل ضغط المباريات والإصابات المتوقعة.
الخطة التكتيكية: تحويل راشفورد إلى “المهاجم رقم 9”
على الصعيد الفني، بدأ هانسي فليك يفكر خارج الصندوق لتعظيم قوته الهجومية.
- مركز راشفورد الجديد: يدرس فليك فكرة دفع نجمه ماركوس راشفورد للعب في مركز المهاجم الصريح (رقم 9)، وهو تحول تكتيكي كبير يهدف لزيادة العمق الهجومي.
- التوليفة السحرية: لتطبيق هذه الخطة، يحتاج فليك إلى:
- رافينيا في الجهة اليسرى.
- لامين يامال في اليمنى.
- فيرمين لوبيز في الوسط الهجومي خلف المهاجم.
- مباريات التجريب: قد يجرّب فليك هذه التشكيلة في مباراة جيرونا القادمة، أو يؤجلها لمواجهة أولمبياكوس في دوري الأبطال، حيث تتطلب مثل هذه المباريات الكبرى قرارات تكتيكية جريئة.
سباق الكلاسيكو: غارسيا بين التفاؤل والحذر
يواجه الفريق سباقًا مع الزمن لعودة أحد أهم لاعبيه قبل الكلاسيكو المرتقب.
- التفاؤل مقابل الحذر: على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى التفاؤل بعودة جوان غارسيا للكلاسيكو، فإن المصادر الأخرى تؤكد أن النادي لن يسمح بعودته قبل الموعد المحدد خوفًا من المخاطرة به في مباراة واحدة. النادي يضع صحة اللاعب على رأس الأولويات.
الخلاصة: برشلونة يقف على مفترق طرق. التحديات المالية لا ترحم، وقرارات فليك التكتيكية والفنية تثير الجدل، لكن هناك إشارات واضحة إلى محاولة لبناء فريق قادر على المنافسة. السؤال الآن: هل يمكن لفليك أن يوازن بين إنقاذ اقتصاد النادي والحفاظ على روح “الماسيا” وتحقيق الألقاب؟








