لم تسر الأمور في ملعب رادس كما توقّعها الكثيرون؛ فالمواجهة التي كان يُفترض أن تكون في “اتجاه واحد” لصالح النادي الإفريقي أمام مستقبل سليمان، انتهت بتعادل (1-1)، ليُسلّط الضوء على حالة من الفوضى والتخبّط الفني التي ظهرت على أداء أبناء باب جديد.
الأداء في الميدان.. فوضى وتكتيك عقيم
على الرغم من الفوارق المتوقعة في الإمكانيات والنتائج، كانت حقيقة الميدان مختلفة. شهدت المباراة أداءً عشوائيًا من جانب الإفريقي، تكررت فيه الكرات العرضية والطولية المباشرة التي ذهبت بسهولة إلى دفاع المنافس، الذي تفوق في أغلب الحوارات الفضائية والثنائيات بفضل لاعبيه الأجانب. نوعية التوزيعات كانت “سيئة للغاية”، ولم نشهد فرصًا كبيرة وخطيرة، مما يؤكد غياب خطة لعب واضحة.
أثار تصريح المدرب المساعد، أحمد الطويهري، بأنهم “حضروا أنفسهم لسيناريو المقابلة الصعبة”، تساؤلات الجمهور: ماذا حضروا؟ وما هي التوصيات؟ فبينما كان دفاع المستقبل يتميز بالطول، استمر الفريق في اللعب على الكرات العالية بدلًا من تغيير التكتيك والاعتماد على الكرات الأرضية، وهو ما لم يحدث.
علامات استفهام حول خيارات المدرب واللاعبين
وجّهت الجماهير سهام النقد مباشرة إلى المدرب فوزي البنزرتي، خاصة بعد قراره بالإبقاء على المهاجم الأنجع كينزومي، الذي يسجّل في كل مباراة تقريبًا، على مقعد الاحتياط، والتأخر في إقحامه، وهو ما اعتبره البعض “خطأ” يتحمّله المدرب.
كما طالت الانتقادات مردود بعض اللاعبين، وفي مقدّمتهم:
- سايدو خان: أداؤه كان مخيبًا للآمال، خاصة وأن عذر سوء الطقس أو أرضية الميدان لم يكن قائمًا هذه المرة (الطقس ربيعي وملعب رادس “زربية”).
- حمزة الخضراوي: استمرار تراجع الأداء، حيث لم يسجّل أي هدف في 11 مباراة، وأهدر فرصة سهلة في بداية اللقاء كانت كفيلة بوضع الفريق في أريحية.
- آية مالك: واصل اللعب الفردي حتى تخلّص منه ولعب جماعيًا، فكانت تمريرته الحاسمة.
في المقابل، أظهر المهاجم الشاب حمزة المنصري مؤهلات طيبة رغم قصر المدة التي لعبها، وقد يكون المعوّض الأول لشواط، ويبدو أفضل من المسماري.
ملاحظة طبية: أكدت الفحوصات الطبية أنّ إصابة لاعب الوسط محمد الصادق محمود كانت مجرّد شدّ عضلي حاد ناتج عن إرهاق، ولا تكتسي أيّ خطورة، وسيكون جاهزًا للعب في مباراة الجولة 13 ضدّ الملعب التونسي.
البنزرتي يسعى لـ “أومارو” لترميم الوسط
بعيدًا عن ضوء الأداء المخيّب، كشفت مصادر مطلعة أن المدرب فوزي البنزرتي أبدى رغبته في انتداب اللاعب أومارو، لاعب الملعب التونسي سابقًا والمحترف حاليًا في الدوري العراقي. يرى البنزرتي في أومارو اللاعب “المثالي” القادر على تحمل أعباء وسط ميدان النادي الإفريقي في الشطر الثاني من البطولة، وقد بدأت بالفعل الاتصالات الأولية مع وكيل أعماله.
في النهاية، منع النادي الإفريقي من هزيمة، لكنه فرّط في نقاط الفوز التي لا يجب أن تضيع أمام منافسين أقل إمكانيات، خاصة لمن يطمح للمراهنة على الألقاب. يجب على اللاعبين والإطار الفني “الاستفاقة” بسرعة لتفادي مزيد من العثرات….








