قرار قضائي تركي يثير تساؤلات دولية بشأن جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة
في خطوة قضائية هامة ومفاجئة، أصدرت محكمة الجنايات في إسطنبول، اليوم الجمعة، مذكرات توقيف بحق 37 شخصاً، بناءً على طلب من النيابة العامة. وتضمنت قائمة المطلوبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويأتي هذا القرار على خلفية اتهامات خطيرة تتعلق بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة جماعية”، وذلك في سياق العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
👤 الشخصيات التي شملتها مذكرات التوقيف
أكدت النيابة العامة أن مذكرات التوقيف صدرت في حق مسؤولين كبار، يتقدمهم:
- بنيامين نتنياهو: رئيس الوزراء الإسرائيلي.
- يسرائيل كاتس: وزير الدفاع (في التوقيت المتعلق بالقضية).
- إيتمار بن غفير: وزير الأمن القومي.
وأوضحت النيابة أن الإجراء القانوني اتُخذ “نتيجة للإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت في غزة بشكل ممنهج”. هذه الجرائم أدت إلى خسارة آلاف الأرواح، بمن فيهم النساء والأطفال، وإصابة آلاف آخرين، وتدمير المناطق السكنية.
⚖️ التداعيات الدولية والقيود على حركة المسؤولين
على الرغم من أن مذكرات التوقيف صدرت عن القضاء التركي المحلي، فإن تأثيرها يمتد إلى الساحة الدولية، خاصة وأن تركيا طرف موقع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، كما أنها انضمت إلى الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية.
- ضغط قانوني مضاعف: تمثل هذه المذكرات طبقة إضافية من الضغط القانوني على المسؤولين الإسرائيليين، وتأتي بالتوازي مع جهود المحكمة الجنائية الدولية.
- تقييد حرية السفر: قد تُصعّب هذه المذكرات حركة المسؤولين المشمولين بها حول العالم، وتزيد من حالة عدم اليقين القانوني بشأن سفرهم إلى الدول التي لديها اتفاقيات تعاون قضائي مع تركيا، حتى لو كانت رمزية.
- تجديد الاهتمام الدولي: القرار يجدد الاهتمام العالمي بمسألة مساءلة القادة على خلفية اتهامات الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، ويضع تركيا في مقدمة الدول التي تتخذ إجراءات مباشرة.
🤝 تأثير القرار على العلاقات الإسرائيلية التركية
لطالما اتسمت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بالتوتر والتقارب المتناوبين، لكن هذا الإجراء القضائي يمثل تصعيدًا نوعيًا وغير مسبوق يهدد بتقويض جهود التطبيع الأخيرة.
- تجميد العلاقات الدبلوماسية: من المرجح أن يؤدي القرار إلى تجميد فوري لأي اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى، وقد يستدعي سفير إسرائيل لدى تركيا (في حال وجوده) للتشاور كرد فعل.
- خطر التدهور الاقتصادي: تزيد هذه الخطوة من الضغوط على العلاقات التجارية المتبقية، خاصة بعد قرار تركيا السابق بـ تعليق كامل لجميع أنشطة الاستيراد والتصدير مع إسرائيل حتى تحقيق وقف إطلاق النار.
- الموقف الإقليمي لتركيا: يعزز هذا الإجراء موقف تركيا كقوة إقليمية تتخذ خطوات ملموسة لمناصرة القضية الفلسطينية، مما يتفق مع السياسة الخارجية للرئيس التركي ويحقق تأييداً شعبياً داخلياً وإقليمياً.








