إقبال متزايد على الوشم في تونس

خلال السنوات الأخيرة، باتت مراكز الوشم (التاتو) في تونس تشهد رواجًا لافتًا، خاصة في صفوف النساء، وهو ما يعكس تحولات ثقافية واجتماعية متسارعة في نظرة المجتمع إلى الجسد وأساليب التعبير عن الذات.

من وصمة إلى موضة

في الماضي، كان الوشم يُعتبر من التابوهات ويرتبط غالبًا بالتمرد أو بانتماء إلى فئات اجتماعية هامشية، غير أنّ صورته تغيّرت اليوم بشكل ملحوظ، إذ أصبح عنصرًا من عناصر الموضة والجمال. الكثير من الشابات يتجهن إلى الوشم لا للتزيّن فحسب، بل أيضًا للتعبير عن شخصياتهن أو لتخليد أحداث وذكريات خاصة.

تقول آمنة، شابة في العشرينات من عمرها:

“أول وشم لي كان تخليدًا لاسم والدي الذي فقدته وأنا صغيرة. الوشم ليس مجرد زينة، بل هو حكاية محفورة على الجلد.”

النساء في الصدارة

وفق ما يؤكده عدد من أصحاب صالونات التاتو في العاصمة تونس، وسوسة، وصفاقس، فإن نسبة النساء الراغبات في الحصول على وشم تفوق بكثير نسبة الرجال، خصوصًا في الفئة العمرية بين 18 و35 سنة، مما يجعل المرأة في طليعة هذه الظاهرة الجديدة.

بين الموضة والتغيير الاجتماعي

ظاهرة انتشار الوشم في تونس لم تعد مجرد موجة عابرة، بل تعكس عمق التحولات التي يعيشها المجتمع بين التمسك بالتقاليد والانفتاح على أساليب جديدة للتعبير عن الذات. وبين من يراه فنًا جماليًا ومن يعتبره جرحًا دائمًا للجسد، يظل الوشم موضوعًا مثيرًا للجدل يعكس اختلاف الأجيال وتنوع اختياراتهم.

🎥 شاهد الفيديو التالي لاكتشاف مزيد من التفاصيل حول انتشار الوشم وتجارب الشابات في تونس.

أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مساء الاثنين، حكمًا قضائيًا يقضي بسجن سائق سيارة أجرة لمدة عشر سنوات، وذلك على خلفية جريمة أثارت صدمة كبيرة لدى الرأي العام في العاصمة.
القضية لم تمر مرور الكرام، بل تحولت إلى محور نقاش واسع في الشارع التونسي حول أمن الركاب داخل وسائل النقل العمومية والخاصة، وخاصة سيارات الأجرة.

تحويل وجهة واعتداء في مكان معزول

تشير تفاصيل الحادثة إلى أن الضحية كانت تستقل سيارة أجرة من شارع الحبيب بورقيبة، أهم شوارع العاصمة وأكثرها ازدحامًا، متجهة إلى وجهتها المعتادة. غير أن السائق عمد إلى تغيير المسار بشكل متعمد، وقام بتحويل وجهتها نحو منطقة نائية داخل غابة بالسيجومي.
في هذا المكان المنعزل، تعرضت الحريفة إلى اعتداء صادم. ورغم محاولة المتهم التنصل من التهم المنسوبة إليه وإنكار ما وقع، فإن الأدلة المادية والشهادات الموثقة إضافة إلى تقرير الطب الشرعي الذي أكد وقوع الاعتداء، كانت كلها عناصر حاسمة دفعت المحكمة إلى إدانته.

موقف القضاء التونسي ودلالاته

الحكم بالسجن لمدة عشر سنوات جاء ليؤكد مرة أخرى صرامة القضاء التونسي في مواجهة جرائم الاعتداء والتحرش، وحرصه على توفير حماية فعلية للضحايا. كما يعكس هذا القرار حرص المؤسسات القضائية على ردع الجناة وتوجيه رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه استغلال موقعه للاعتداء على الآخرين.

ردود فعل الشارع التونسي

الحادثة لاقت تفاعلاً واسعًا في الشارع التونسي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من خطورة ما حدث، خاصة أن الجريمة وقعت في وسيلة نقل يومية يعتمد عليها آلاف الأشخاص.
وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة تشديد الرقابة على سيارات الأجرة، عبر وضع آليات أكثر فعالية لمراقبة السائقين وضمان سلامة الركاب، خصوصًا النساء والفئات الأكثر عرضة للمخاطر.

دعوات لتعزيز الأمن داخل وسائل النقل

بالتوازي مع الحكم، دعا عدد من النشطاء والجمعيات الحقوقية إلى ضرورة إصلاح منظومة النقل الفردي في تونس، من خلال:

  • تكثيف المراقبة الأمنية لسيارات الأجرة.
  • اعتماد آليات رقمية لتتبع تحركات السيارات.
  • فرض شروط أكثر صرامة لمنح الرخص.
  • توفير خطط عاجلة لحماية النساء من الاعتداءات المتكررة.

الخلاصة

تؤكد هذه القضية أن حماية الركاب، وخاصة النساء، باتت مسألة ملحة تستوجب حلولًا عاجلة. فبينما لعب القضاء دوره في إصدار حكم رادع، يبقى على السلطات التنفيذية ومكونات المجتمع المدني البحث عن سبل عملية لتعزيز الثقة في وسائل النقل العمومي والخاص وضمان سلامة المواطنين.

تتجه الجهات الرسمية وعدد من المنظمات المدنية في تونس نحو بلورة حلول قانونية جديدة تهدف إلى تقليص النزاعات الأسرية الناتجة عن الطلاق، وتوفير بيئة أكثر استقرارًا للأطفال الذين يتأثرون بشكل مباشر بهذه الخلافات. وتشكل حماية المصلحة الفضلى للطفل محورًا رئيسيًا في هذه المبادرات.

ففي شهر فيفري 2025، عقد مجلس وزاري مضيق لمناقشة مشروع يهدف إلى دعم مقومات التماسك الأسري في ظل المتغيرات المجتمعية والاقتصادية والديموغرافية التي طرأت على بنية الأسرة التونسية. ويقوم المشروع على أربعة محاور رئيسية، أبرزها تحديث المنظومة التشريعية الخاصة بالأسرة، ووضع إطار قانوني جديد لنظام النفقة وجراية الطلاق، إضافة إلى اقتراح خطة “الموفق الأسري”، وهي آلية للوساطة تهدف إلى تسوية النزاعات الأسرية وتقريب وجهات النظر أثناء التقاضي وبعده، في محاولة للحد من الأضرار النفسية والاجتماعية التي تصيب الأطفال خاصةً.

وفي إطار الإعداد لصياغة هذا المشروع، نظمت وزارة الأسرة يومين دراسيين في أفريل 2025، بحضور عدد من المسؤولين من وزارات معنية، وقضاة الأسرة، ومندوبي حماية الطفولة، ومجموعة من الخبراء والمنظمات. وشملت ورشات العمل مواضيع متنوعة، مثل: “جراية الطلاق والعقوبات البديلة”، “التغطية الصحية للمطلقات”، و”الحضانة والتوفيق الأسري”، بالإضافة إلى أثر الطلاق على الأطفال من الناحية النفسية والتربوية. وأسفرت هذه الأيام الدراسية عن جملة من التوصيات تمهيدًا لصياغة مشروع القانون الجديد.

🧒 حضانة مشتركة بشروط دقيقة

في هذا السياق، اقترحت المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط قانونًا جديدًا للحضانة المشتركة، يهدف إلى توزيع مسؤوليات رعاية الأطفال بين الأبوين بعد الطلاق، ضمن شروط واضحة ومتفق عليها، في محاولة لتحويل الطلاق من تجربة سلبية إلى واقع يمكن التعايش معه دون آثار مدمرة على الأطفال.

وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أوضحت ريم بالخذيري، رئيسة المنظمة، أن الهدف من هذا المقترح هو الحفاظ على التوازن النفسي للأطفال، وتمكينهم من الاستمرار في العيش في ظل علاقة أبوية متوازنة، حتى بعد انفصال والديهم.

وأكدت بالخذيري أن النصوص القانونية الحالية التي تنظم الحضانة والنفقة ضمن مجلة الأحوال الشخصية، لم يتم تحديثها منذ سنة 1993، ولا تعكس التغيرات الاجتماعية الحاصلة، إذ تمنح الحضانة للأم بشكل تلقائي في أغلب الحالات، مما يضعف دور الأب في تربية أطفاله، ويضاعف العبء الملقى على كاهل الأم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الأطفال من حيث سلوكهم، ونموهم النفسي والاجتماعي.

🔍 إشكاليات القانون الحالي

تشير المعطيات الحالية إلى أن الأب، غالبًا ما يُحرم من ممارسة دوره التربوي بشكل فعّال بعد الطلاق، حيث لا يُسمح له سوى بلقاء أبنائه لساعات محدودة في نهاية الأسبوع، ما يعزز شعور الإقصاء لديه، ويؤثر على العلاقة العاطفية بينه وبين أبنائه. ويحدث هذا حتى في الحالات التي يكون فيها الطلاق بمبادرة من الأم، ويُجبر الأب في الوقت نفسه على تغطية النفقات، حتى إن كانت الأم تعمل وليس لديها الوقت الكافي لرعاية الأطفال.

وترى بالخذيري أن نظام الحضانة المشتركة معمول به في العديد من الدول، وأن تطبيقه في تونس سيمكن من إعادة التوازن داخل الأسرة بعد الطلاق، ويمنح الأب فرصة للمشاركة الفعالة في تربية أبنائه، بدل اختزال دوره في الجانب المالي فقط.

📜 بنود مقترحة للحضانة المشتركة

ينص مقترح القانون على أن يكون كل من الأب والأم قادرين ماديًا ونفسيًا على رعاية الطفل، وأن يكون لديهما مسكن خاص ومستقل، مع التزام كل طرف بتخصيص وقت كاف للاعتناء بالأبناء. كما ينص المشروع على أن تبدأ الحضانة المشتركة من سن ثلاث سنوات، على أن تُمارَس بالتناوب (أسبوعيًا أو كل 15 يومًا)، وهو ما يتماشى مع حاجة الطفل لوجود الوالدين خلال مراحل نموه الأولى.

📊 أرقام مقلقة حول الطلاق وتأثيره على الأطفال

تشير بيانات المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط إلى تسجيل حوالي 35 ألف حالة طلاق في تونس سنة 2023، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالسنوات السابقة، ما يدق ناقوس الخطر بشأن التأثيرات الاجتماعية والنفسية لهذا الوضع على الأطفال والمجتمع ككل.

وفي تصريح إعلامي للقاضية روان بن رقية، الباحثة بمركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل، خلال مشاركتها في مؤتمر حول حقوق الإنسان في ديسمبر 2024، أكدت أن نحو 600 ألف طفل في تونس يعيشون في ظل انفصال الأبوين. كما كشفت عن تسجيل 104 حالات انتحار في صفوف أطفال الطلاق في فترة 2023–2024، إلى جانب أكثر من 22 ألف إشعار رسمي حول تهديدات داخل الأسرة، منها 13 ألف إشعار تتعلق بأطفال مهددين داخل البيت ذاته.

هذه الأرقام الصادمة دفعت بعدد من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالأسرة إلى المطالبة بإصلاح تشريعي عاجل. حيث دعا رئيس جمعية أطفال تونس، رفيق نور بن كيلاني، إلى ضرورة إعادة تعريف التربية السليمة، وسن قوانين شاملة تقوم على مبادئ الحضانة المشتركة واستمرار العلاقة التربوية والعاطفية بين أطراف الأسرة، باعتبارها الأساس الضروري لبناء شخصية الطفل السوية.

📌 في الختام

أمام هذه التحديات، بات من الضروري تسريع نسق التعديل التشريعي في تونس لمواكبة التحولات المجتمعية وحماية الأطفال من التبعات السلبية للطلاق. ويبقى مشروع الحضانة المشتركة واحدًا من أبرز المقترحات المطروحة اليوم لتحقيق توازن أسري أكثر عدلًا، وتوفير بيئة تربوية أكثر استقرارًا للأطفال.

📰 المصدر:

وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)

في كلمته خلال المناقشة العامة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدّم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عرضًا متكاملاً لرؤيته في السياسة الداخلية والخارجية، من خلال خطاب اتسم بالقوة والصراحة وامتلأ بالتصريحات الجريئة التي أثارت اهتمام المتابعين والدوائر السياسية والإعلامية.

ترامب ركّز في خطابه على الاقتصاد، الهجرة، الحروب، ودور الأمم المتحدة، مع رسائل مباشرة إلى خصومه وحلفائه على حد سواء، مؤكدًا على ما اعتبره إنجازات غير مسبوقة تحققت خلال فترته الرئاسية الأولى، وتعهده ببناء مستقبل “أقوى وأكثر أمنًا”.

🔹 الاقتصاد أولاً: “بنيتُ أعظم اقتصاد في التاريخ، وسأبني اقتصادًا أعظم”

بدأ ترامب كلمته بالتأكيد على ما وصفه بالنهضة الاقتصادية الأمريكية خلال ولايته الأولى، مشيرًا إلى أنه ورث “كارثة اقتصادية” من الإدارة السابقة، تمثلت في ارتفاع الأسعار وبطء النمو، قبل أن يحقق ـ على حد تعبيره ـ “استثمارات بقيمة 17 تريليون دولار” ويقود الاقتصاد إلى مرحلة من “الازدهار غير المسبوق”.

وأضاف أن الولايات المتحدة باتت “تتمتع بأقوى اقتصاد وأقوى جيش وأقوى حدود”، مؤكدًا أن “النمو يزداد، والصناعة تزدهر، وسوق الأسهم في أفضل حالاته على الإطلاق”. وأشار إلى أن العمل جارٍ حاليًا لبناء اقتصاد “أقوى مما كان عليه في أي وقت سابق”.

هذا المقطع من الخطاب وجد تفاعلًا إعلاميًا واسعًا، خصوصًا مع صدور تقارير اقتصادية متباينة خلال السنوات الماضية، إذ شكّك بعض المحللين – كما ورد في تغطية قناة CNN – في مدى دقة الأرقام، بينما دعمه آخرون بالإشارة إلى ارتفاع مؤشرات سوق الأسهم خلال النصف الثاني من ولايته.

🔹 الهجرة غير الشرعية: “بلادنا لم تستقبل مهاجرين غير قانونيين منذ شهور”

خصص ترامب جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن الهجرة غير النظامية، مجددًا مواقفه المتشددة، حيث قال: “لم يدخل مهاجر غير شرعي واحد إلى بلادنا خلال الشهور الماضية”، مضيفًا أن “الهجرة غير المشروعة تدمر الدول، ولا بد من مواجهتها”.

واعتبر أن سياسات الحدود المفتوحة التي تتبعها بعض الدول الأوروبية تُسهم في “تدمير بلدانهم”، بل وصف بعض الدول بأنها “ذاهبة إلى الجحيم” بسبب هذه السياسات.

تصريحاته هذه أثارت جدلاً واسعًا على الساحة الدولية، حيث نقلت وسائل إعلام مثل BBC و The Guardian ردود فعل قادة دول أوروبيين رفضوا تصريحاته واعتبروها تدخلاً في شؤونهم الداخلية.

🔹 الحروب والسلام: “أنهيتُ سبع حروب… بعضها دام 30 عامًا”

واحدة من أكثر النقاط إثارة في الخطاب كانت حين أعلن ترامب أنه أنهى سبع حروب خلال فترته الرئاسية، بعضها استمر لعقود. وأضاف: “لم يتمكن أحد من إيقاف الحروب مثلي”، منتقدًا الأمم المتحدة بقوله: “لم نحصل على شيء منها، ولم تقف معنا في مسعانا لوقف الحروب”.

كما صرّح بأن “حرب أوكرانيا لم تكن لتستمر أكثر من أسبوع لو كنت في السلطة”، مشيرًا إلى أنه يملك خططًا لفرض رسوم اقتصادية “فعّالة” على روسيا، يمكنها إنهاء الحرب بسرعة.

وقد علّقت صحيفة “نيويورك تايمز” على هذه التصريحات، ووصفتها بأنها “مبالغ فيها وغير قابلة للتحقق”، مشيرة إلى أن بعض الحروب التي أشار إليها ترامب قد شهدت انسحابات جزئية أو إعادة انتشار فقط، دون إنهاء فعلي.

🔹 العلاقات الدولية: “لا أفهم كيف تحاربون روسيا وتشترون نفطها”

في جانب آخر من كلمته، هاجم ترامب الدول التي “تزعم معارضة روسيا”، بينما تواصل – حسب قوله – شراء النفط والغاز منها، معتبرًا أن هذا التناقض يُضعف من مصداقية المواقف الدولية تجاه الأزمة الأوكرانية.

كما أشار إلى أن معظم دول حلف النيتو “التزمت رسميًا بزيادة إنفاقها العسكري إلى 5% من الناتج القومي”، وهو ما اعتبره “نجاحًا مباشرًا لسياساتي في الضغط على الشركاء الدوليين”.

🔹 الأمم المتحدة: انتقادات مغلّفة بالدعم

رغم انتقاداته اللاذعة للأمم المتحدة، قال ترامب: “نحن ندعم الأمم المتحدة 100%، لكننا لم نحصل على شيء منها”. وأشار إلى أن المنظمة تملك “إمكانات هائلة” لكنها “لا تزال بعيدة عن تحقيقها”.

ووصف بعض المواقف الساخرة، مثل تعطل المصعد والتليبرومبتر في مبنى الأمم المتحدة، بأنها “انعكاس رمزي للاضطراب داخل المؤسسة”.

العديد من المحللين – كما أوردت قناة الجزيرة – رأوا أن الخطاب موجه بالدرجة الأولى للداخل الأمريكي، لا للمجتمع الدولي، مشيرين إلى أن لغة ترامب تتسم بالشعبوية والوعود الكبيرة دون تفاصيل دقيقة.

🔹 ختام الخطاب: بين الواقعية والطموح الانتخابي

أنهى ترامب كلمته برسالة انتخابية واضحة، قائلًا إنه يسعى لبناء “مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تحت قيادته “لن تعود أبدًا إلى الوراء”.

الخطاب في مجمله جاء متوافقًا مع أسلوب ترامب المعروف: لغة مباشرة، وعود كبيرة، تركيز على “الإنجازات”، وهجوم حاد على خصومه ومؤسسات النظام الدولي.

لكن، وعلى الرغم من كل ما قيل، فإن تكرار هذه النبرة القوية قد يكون فعّالًا داخليًا، لكنه يُقابل بمزيد من الترقب والحذر من قبل المجتمع الدولي، الذي يتابع صعود ترامب المحتمل في الانتخابات القادمة.

المصادر:

  • قناة CNN – تغطية تحليلية لخطاب ترامب (سبتمبر 2025)
  • BBC News – ردود فعل أوروبية على تصريحات ترامب
  • صحيفة The Guardian – موقف قادة أوروبا من خطاب الأمم المتحدة
  • صحيفة نيويورك تايمز – تحقق من تصريحات ترامب بخصوص الحروب
  • قناة الجزيرة – تحليل الخطاب في الدورة الـ80 للجمعية العامة

أعلنت شركة Apple رسميًا عن سلسلة هواتف آيفون 17 الجديدة، التي تضم أربعة طرازات مختلفة، بينها iPhone Air، الذي يُعد أنحف جهاز في تاريخ الشركة. لكن، كم ستكون أسعار هذه الأجهزة في تونس؟

تشمل تشكيلة آيفون 17 التي تم الكشف عنها خلال فعالية الشركة في 9 سبتمبر:

  • آيفون 17 العادي
  • آيفون Air
  • آيفون 17 برو
  • آيفون 17 برو ماكس

وتهدف أبل من خلال تنويع هذه التشكيلة إلى تلبية مختلف احتياجات المستخدمين، من حيث التصميم، الأداء، مواصفات الكاميرا، وعمر البطارية.

ما الجديد في سلسلة آيفون 17؟

قدمت أبل هذا العام هاتف iPhone Air الجديد كليًا، وهو الأنحف على الإطلاق، بسماكة لا تتجاوز 5.6 ملم ووزن يبلغ 165 غرامًا فقط.

أما هاتف آيفون 17 القياسي فقد حصل على تحسينات مهمة تشمل معالج A19 المطور داخليًا من أبل، وشاشة OLED أكبر بقياس 6.3 إنش.

بالنسبة لطرازي الفئة العليا، آيفون 17 برو و آيفون 17 برو ماكس، فقد تم تعزيز المواصفات لتشمل:

  • معالج A19 Pro الأقوى.
  • كاميرات ثلاثية بدقة 48 ميجابكسل لكل كاميرا.
  • حجرة تبريد لإدارة الحرارة بشكل أفضل.
  • بطارية أطول عمرًا.

يحتوي هاتف iPhone 17 Pro Max على أكبر شاشة وأقوى المواصفات في السلسلة، ما يجعله الخيار الأمثل للمستخدمين المحترفين، بينما يأتي آيفون 17 برو بنفس المواصفات تقريبًا لكن بشاشة أصغر حجمها 6.3 إنش.

أسعار هواتف آيفون 17 في تونس

وفقًا لتقارير موقع تكنولوجيا نيوز، تم نشر أسعار هواتف iPhone 17 الجديدة في عدة دول مثل أمريكا، السعودية، الإمارات، مصر، العراق، الجزائر، المغرب، الأردن، الكويت، قطر، البحرين، سلطنة عمان، لبنان، سوريا وفلسطين.

وتركز هذه المقالة على الأسعار المتوقعة للطرازات الأربعة من آيفون 17 في تونس، والتي تختلف حسب الطراز، سعة التخزين، المستورد، منفذ البيع، والرسوم الجمركية.

جدول الأسعار التقريبية لهواتف آيفون 17 في تونس

الطرازالتخزينالسعر (دينار تونسي)
iPhone 17256GB2,800
iPhone 17512GB3,026
iPhone Air256GB3,040
iPhone Air512GB3,614
iPhone Air1TB4,187
iPhone 17 Pro256GB3,206
iPhone 17 Pro512GB4,361
iPhone 17 Pro1TB4,500
iPhone 17 Pro Max256GB4,100
iPhone 17 Pro Max512GB4,361
iPhone 17 Pro Max1TB4,800
iPhone 17 Pro Max2TBلم يحدد بعد

شهدت ولاية منوبة ليلة أمس حادثًا أليمًا أعاد إلى الواجهة الجدل القائم منذ سنوات حول ما يُعرف محليًا بـ”طريق الموت”، الرابط بين معتمدية الجديدة ومنطقة السعيدة. ففي حدود الساعة السادسة والنصف مساءً، لقيت رئيسة مكتب بريد الجديدة حتفها في حادث مرور خطير خلّف حالة من الحزن العميق في صفوف زملائها وأهالي الجهة.

تفاصيل الحادث

وفق شهادات أولية من مصادر محلية، فإن الضحية كانت على متن سيارتها الخاصة متجهة نحو منزلها عندما اصطدمت بمركبة أخرى في مواجهة مباشرة. قوة الاصطدام كانت كبيرة لدرجة أدت إلى أضرار جسيمة في هيكل السيارة، ولم تفلح محاولات الإسعاف التي تدخلت بسرعة في إنقاذ حياتها، حيث فارقت الحياة على عين المكان. وقد تم نقل الجثمان إلى المستشفى الجهوي للتشريح واستكمال الإجراءات القانونية.

“طريق الموت” يواصل حصد الأرواح

الحادثة الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها، بل تضاف إلى سلسلة طويلة من الحوادث المأساوية التي يشهدها نفس الطريق. فقد أصبح هذا المسلك الذي يربط بين الجديدة والسعيدة محل خوف دائم لمستعمليه، حيث يصفه السكان المحليون بـ”شريان الموت” نظرًا لافتقاده لأدنى مقومات السلامة المرورية، من غياب الإنارة الكافية، وتدهور البنية التحتية، وضيق المسلك، إلى جانب كثافة حركة المرور.

وتشير روايات الأهالي إلى أن هذا الطريق حصد في السنوات الماضية أرواح عشرات المواطنين، من بينهم طلبة وعمال وموظفون، مما جعلهم يرفعون في كل مناسبة أصواتهم للمطالبة بتدخّل عاجل من السلط المعنية، لكن دون جدوى تُذكر.

خسارة شخصية ومهنية

الفقيدة، التي كانت تتولى منصب رئيسة مكتب بريد الجديدة، عُرفت بين زملائها بحرصها الكبير على خدمة المواطنين، وبكفاءتها المهنية وأخلاقها العالية. العديد من مرتادي مكتب البريد في المنطقة نعوا رحيلها المفاجئ بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنها كانت نموذجًا في التفاني وحسن المعاملة. وقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان الخبر إلى فضاء للتعازي وتبادل الذكريات عن مناقبها، حيث اعتبر كثيرون أنّ خسارتها تمثل ضربة موجعة لعائلتها وزملائها والمجتمع المحلي ككل.

دعوات متجددة للإصلاح

أثارت الحادثة موجة من الغضب والحزن في الآن ذاته، إذ جدّد الأهالي والناشطون المدنيون دعواتهم إلى ضرورة التحرك الفوري لإصلاح الطريق وتأمينه. فالمطالب الأساسية لا تتجاوز تحسين البنية التحتية عبر التوسعة، وإضافة إشارات مرورية واضحة، وتركيز إنارة عمومية، إلى جانب تكثيف الرقابة المرورية للحد من السرعة المفرطة التي تعد سببًا رئيسيًا في ارتفاع نسبة الحوادث.

ويرى متابعون أن إهمال هذا الطريق الحيوي يمثّل تهديدًا مباشرًا لأرواح المئات من المواطنين الذين يضطرون لاستعماله يوميًا، وهو ما يجعل من الحادثة الأخيرة جرس إنذار جديد لا يحتمل مزيدًا من التأجيل.

ضرورة تحرك عاجل

إن وفاة رئيسة مكتب بريد الجديدة ليست مجرد خبر عابر في سجل الحوادث، بل هي مأساة إنسانية تلخّص حجم المعاناة التي يعيشها سكان منوبة مع “طريق الموت”. ومهما كانت أسباب الحادث المباشرة، فإن المسؤولية تبقى مشتركة بين مستعملي الطريق والسلطات الجهوية والمركزية المطالبة بتأمين البنية التحتية وحماية حياة المواطنين.

ختامًا، وبينما تستعد عائلة الفقيدة وزملاؤها لتوديعها في جنازة مهيبة، يبقى الأمل معلّقًا على أن تكون هذه الفاجعة الأخيرة حافزًا فعليًا لإصلاح الطريق قبل أن يحصد المزيد من الأرواح البريئة.

في ليلة كروية لا تُنسى، تمكن النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي من حفر اسمه في سجل عظماء كرة القدم، بتتويجه بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية سنويًا لأفضل لاعب في العالم.

وقد جرى الحفل هذا العام على مسرح “شاتليه” في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور نجوم كرة القدم، وشخصيات رياضية وإعلامية بارزة، حيث تفوق ديمبيلي على مجموعة من أبرز الأسماء في الساحة الكروية، من بينهم الإسباني لامين يامال، البرازيلي رافينيا، والمصري محمد صلاح.

أول كرة ذهبية في مسيرته

هذا التتويج هو الأول في مسيرة ديمبيلي، الذي كان له دور رئيسي في قيادة فريقه باريس سان جيرمان لتحقيق عدة بطولات هذا الموسم، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي الباريسي.

ومع الأداء المبهر الذي قدمه طوال الموسم، لم يكن مفاجئًا أن ينال هذه الجائزة الفردية التي تُعد الأرفع في عالم كرة القدم.

بعد إعلان فوزه، صعد ديمبيلي إلى المنصة وسط تصفيق حار، واستلم الكرة الذهبية من أسطورة كرة القدم البرازيلية رونالدينيو. بدا عليه التأثر الشديد، وقال في كلمته:

“إنها لحظة استثنائية، ليس لديّ كلمات… ما حدث معنا في باريس سان جيرمان كان مذهلًا.”

وأضاف:

“عشت الكثير في مسيرتي الكروية، وهذه الجائزة تأتي تتويجًا لكل تلك اللحظات. الفوز بها من يد لاعب أحببته منذ طفولتي، رونالدينيو، يجعل الأمر أكثر خصوصية.”

امتنان للنادي والعائلة

توجه ديمبيلي بالشكر لإدارة باريس سان جيرمان، وعلى رأسها الرئيس ناصر الخليفي، قائلًا:

“أشكر النادي الذي آمن بي منذ عام 2023، والخليفي كان رائعًا معي، أشبه بوالد حقيقي.”

كما لم ينسَ الإشادة بالمدرب لويس إنريكي، واصفًا إياه بأنه “شخص مهم جدًا في مسيرته، وكان له تأثير كبير على مستواه داخل وخارج الملعب”.

وفي لحظة عاطفية، أهدى ديمبيلي الجائزة لكل زملائه في الفريق، مؤكدًا:

“ما كنت لأصل إلى هنا بدون دعمكم. هذه الجائزة ملك لنا جميعًا، هي ثمرة العمل الجماعي والتفاني طوال الموسم.”

اعتراف بالماضي وتقدير للمستقبل

لم ينسَ ديمبيلي أيضًا الأندية التي شكّلت مراحل مهمة في مسيرته، وقال:

“أشكر نادي رين الذي نشأت فيه، وبوروسيا دورتموند، وأيضًا برشلونة، الذي كان حلمًا وتحقق.”

كما عبر عن امتنانه للنجوم الذين تعلم منهم خلال مسيرته، وعلى رأسهم ليونيل ميسي وأندريس إنييستا، مؤكدًا أن وجوده بينهم ساعد في صقل موهبته وتطوير مستواه.

لم يكن هدفًا… لكنه تحقق

في مفاجأة صريحة، قال ديمبيلي إن الفوز بالكرة الذهبية لم يكن يومًا من أهدافه الشخصية، مضيفًا:

“كنت أركز دائمًا على اللعب الجماعي وتحقيق الألقاب، ولم أتخيل نفسي في يوم من الأيام على هذه المنصة… لكن ها أنا هنا، وهذا شعور رائع.”

حلم جديد مع منتخب فرنسا

رغم تتويجه سابقًا بكأس العالم مع فرنسا عام 2018، إلا أن ديمبيلي لم يُخفِ طموحه في التتويج مجددًا، خاصة مع اقتراب نهاية حقبة المدرب ديدييه ديشان.

“أود أن نهدي كأس العالم القادمة لديشان، الذي كان يؤمن بي دائمًا. أتمنى أن تكون نهاية حقبته معنا مليئة بالنجاحات والإنجازات.”

مدينة فيرنون.. البداية

وفي لمسة وفاء، ختم ديمبيلي حديثه بشكر مدينته “فيرنون”، حيث نشأ وترعرع، وقال:

“هناك بدأت رحلتي مع كرة القدم، وكلما سنحت الفرصة، أعود إلى هناك. أشكر كل من دعمني منذ طفولتي وحتى اليوم.”

الشكر الأخير: العائلة والوكيل

في نهاية كلمته، وقد غلبته الدموع، خص ديمبيلي والدته وعائلته ووكيل أعماله بالشكر الكبير، واصفًا الأخير بأنه “أفضل صديق” له، وأضاف:

“كان يقول لي دائمًا: يوماً ما ستفوز بالكرة الذهبية. واليوم، تحققت نبوءته.”

لمحة عن الجائزة

يُذكر أن جائزة الكرة الذهبية انطلقت لأول مرة عام 1956، ومنذ 2007 أصبحت تمنح لأفضل لاعب في العالم، وليس فقط في أوروبا. وقد أُلغيت نسخة 2020 بسبب تداعيات جائحة كورونا. أما آخر فائز بها فكان الإسباني رودري “رودريغو” هيرنانديز نجم مانشستر سيتي.

من صاحب الضربة الأولى؟ مصر أم إسرائيل؟ سؤالٌ يتكرّر بقوة على خلفية موجة الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة تجاه مصر. بينما تبدو الضغوط السياسية والإعلامية والإقليمية على أشدها، يقف السؤال الأكبر: هل ستسمح القاهرة بمساحة للتهجير أم سترد مباشرة على أي اعتداء يهدد أمنها القومي؟

سياق الاستفزازات الإسرائيلية

خلال الفترة الأخيرة، سجّلت مؤشرات عديدة على أن سلوك إسرائيل تجاه غزة ومحيطها لم يعد كما كان عليه مع توقيع معاهدة السلام. تصاعدت حملات الاستهداف، وارتفعت أصوات تدعو لعمليات واسعة قد تؤدي إلى نزوح جماعي للسكان. في هذا السياق، تبدو القيادة الإسرائيلية السابقة — وخاصة في خطاب بعض المسؤولين — وكأنها تختبر سقوف ردود الفعل الإقليمية.

في مخططات قيادية ظهرت خلال السنوات الماضية، أُشير إلى أن عنصر الضغط الديموغرافي والعمليات المكثفة في غزة قد يؤديان إلى نتيجة واحدة: تهجير أو نزوح كبير. مثل هذا السيناريو يضع مصر في مواجهة خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بموجة تهجيرٍ جماعي، أو التورط العسكري تحت ضغط شعبي وإقليمي. ومن هنا تتبدّى خطورة المشهد.

لماذا تعتبر إسرائيل التورط المصري بمثابة “حلم الموقف”؟

يمكن لنخبة إسرائيل أن ترى في توريط مصر دفعة استراتيجية: تبرير أوسع للتحرك العسكري أو تنفيذ سياسات على الأرض تُعدّها إسرائيل جزءاً من مخطط مستقبلي. لكنّ هذه القراءة تبسيطية وتجهل حساباتَ قوة القاهرة الحقيقية. مصر لم تعد 1967، ولا حتى 1973. ذلك التاريخ العسكري والسياسي الماضٍ يحمل معه دروساً أليمة لمن يستخفّ بالقوة المصرية وإرادتها.

مقارنة تاريخية موجزة: 1967 و1973

الأحداث في 1967 أدّت إلى هزيمةٍ أدت لمراجعات استراتيجية كبيرة في الدول العربية، ومن ضمنها مصر. أما 1973 فكانت درساً عملياً في القدرة على مفاجأة الخصم وتحقيق إنجازات ميدانية أدّت إلى سقوف تفاوضية مختلفة. القادة الإسرائيليون، ولا سيما من شهدوا تلك الحقبة، يذكرون جيداً الرعب الذي شكّلته جبهة مصر في موازين القوى.

لا ينبغي تجاهل عامل المساعدات الخارجية الذي لعب دوراً حاسماً في منع تردٍ أكبر لصالح إسرائيل عام 1973. سياسات التحشيد الخارجي وإرسال الإمدادات العسكرية ساهمت في إعادة التوازن مؤقتاً. لكنّ هذا لا يعني أن مصر خسرت القدرة على التأثير؛ بل على العكس، القاهرة تعلم جيداً أن الاعتماد على الحماية الخارجية ليس أمناً دائماً.

دوافع الاستفزاز: هل الهدف التهجير أم اختبار رد الفعل؟

في كثير من الأحيان، تعمل الدول على اختبار ردود فعل خصومها وسواها عبر استفزازات متدرجة. إذا كانت القيادة الإسرائيلية تتبنّى خيار التصعيد بهدف دفع مصر لقبول تهجير سكان غزة، فذلك يُظهر قراءة خاطئة جداً لطبيعة النظام المصري ومصداقيته أمام شعبه والمنطقة.

المعادلة بسيطة: إذا تواصلت المجازر وارتفع عدد الضحايا والمدنيين المتضررين فستتزايد الضغوط الشعبية في مصر والدول العربية، مما قد يدفع إلى تحرّكات سياسية أو شعبية تضطر القاهرة للتدخل بطرق متعددة — دبلوماسياً أو بتشجيع تحركات إقليمية، أو — وهو الأقل تفضيلاً لدى القيادة — التدخّل المباشر.

هل مصر جاهزة لتجنّب تكرار أخطاء الماضي؟

المؤكد أن القاهرة تعلمت من 1967 و1973. لقد طوّرت قدراتها، واحتفظت بخبرات عسكرية وتنظيمية وسياسية من تلك الفترات. القيادة السياسية في مصر لديها معرفة واضحة بكيفية إدارة ملف محفوف بالمخاطر، وتعرف أن أي خطأ قد يكلّفها ثمناً باهظاً.

الأسئلة هنا: هل ستبقى مصر ملتزمة بالمسار الدبلوماسي رغم استفزازات متواصلة؟ وما هو الثمن السياسي والاجتماعي الداخلي إذا ما استمرت المجازر أثناء سكونٍ دبلوماسي؟ التاريخ يعلّم أن شعور الغضب الشعبي يمكن أن يضغط بشدّة على صانعي القرار، لكن القاهرة أيضاً قادرة على ضبط المعادلات إذا رأت أن التدخل المنظّم والمدروس يخدم مصالحها الاستراتيجية.

الحسابات الإقليمية والدولية

لكل قرار مصري أو إسرائيلي امتدادات إقليمية ودولية. إدراك القاهرة لضعف الاعتماد على الطرف الغربي في أزماتٍ كبرى يجعلها أكثر تحفظاً في المواقف الحربية. كما أن أي اشتباك مع إسرائيل يفتح الباب لتدخلات دولية قد لا تخدم الاستقرار الإقليمي.

في المقابل، إسرائيل تعلم أن جبهة مصر تمثل تهديداً استراتيجياً حقيقياً، وهذا ما يدفعها — بحسب بعض التحليلات — لمحاولة الاستدراج أو الاستفزاز ضمن مساحة محسوبة. لكن خطر التورط المصري الكامل يجعل رهانات إسرائيل على ردود الفعل أقل وضوحاً وذات نتائج غير مضمونة.

سيناريوهات محتملة

  1. التهدئة والدبلوماسية: تواصل القاهرة العمل دبلوماسياً مع شركائها والإدارة الدولية للضغط على إسرائيل لوقف العمليات أو تقليصها. هذا السيناريو يعتمد على قدرة الضغوط الدولية على تغيير المعطيات الميدانية.
  2. تصعيد إقليمي محدود: استخدام قنوات إقليمية (دول أو فصائل) لممارسة ضغوط عملية على الأرض دون تدخل عسكري مباشر من الجيش المصري.
  3. التورط المباشر: وهو السيناريو الأسوأ والذي قد يظهر فقط بعد تصاعد لا يمكن احتواؤه شعبياً أو بعد عملية كبيرة تُعتبرها القاهرة خطاً أحمر.
  4. توازن متغير: وضع حالة إستراتيجية جديدة حيث تبقى مصر في موقع ضاغط دبلوماسياً مع استعدادٍ دفاعي يحول دون أي عملية تهجير واسعة.

من سيكون صاحب الضربة الأولى؟

من الصعب التنبؤ بمن سيطلق الضربة الأولى في حال تصاعد الصراع. الحسابات متشابكة: استراتيجية إسرائيل، الضغوط الشعبية والإقليمية، وتحفظات القاهرة كلها عوامل متداخلة. لكن ما يبدو واضحاً هو أن مصر، بحكم تاريخها العسكري والسياسي وتجاربها، ليست مرشحة للقبول السهل بتهجير جماعي، ولن تكون برقعة سهلة على رقعة الشطرنج الإقليمية.

القضية ليست فقط من يضغط على الزناد، بل من يمتلك الرغبة والقدرة على تحمّل تبعات الضربات المتبادلة. في هذه المعادلة، الجبهة المصرية تبقى رقماً لا يستهان به — وهو ما يضيف طابعاً من الحذر لدى أي جانب يفكر في فتح ملفٍ عسكري شامل.

حققت السلسلة التلفزيونية الشهيرة نسيبتي العزيزة” نجاحًا كبيرًا في الجزائر وتونس، وجذبت قاعدة جماهيرية واسعة بفضل الشخصيات المثيرة والقصص المشوقة. ومن بين أبرز الوجوه التي لمع نجمها في هذه السلسلة، الفنانة الجزائرية رزيقة فرحان، التي تركت بصمة واضحة بأدائها المتميز وحضورها القوي على الشاشة.

لكن بالرغم من هذا النجاح، أعربت فرحان عن خيبة أملها فيما يتعلق بالمواسم الأخيرة من السلسلة، مشيرة إلى أن جودة السيناريو وتطور الشخصيات لم يعد كما كان في البداية. وأكدت أنها لم تكن راضية عن الطريقة التي تم بها تطوير دورها، مما أثر على مشاركتها واستمراريتها في العمل الفني خلال تلك الفترة.

هذا الانتقاد ليس مجرد شعور شخصي، بل يعكس وجهة نظر فنية حقيقية حول تطور الأعمال التلفزيونية وتأثير ذلك على الفنانين المشاركين. فقد رأت فرحان أن الأدوار الأخيرة لم تتوافق مع تطلعاتها الفنية والمهنية، الأمر الذي دفعها لاتخاذ قرار مؤقت بالابتعاد عن الساحة الفنية للحفاظ على مستوى الأداء الذي اعتاد عليه جمهورها.

مسيرتها الفنية وتأثير التحديات

من خلال مسيرتها الفنية، نجحت رزيقة فرحان في تقديم أدوار نالت استحسان الجمهور، وأصبحت واحدة من الشخصيات الأكثر شعبية في الجزائر وتونس. لكن عالم الفن، مثل أي صناعة أخرى، يتعرض للتغيرات والتحديات، خصوصًا عندما لا تتوافق النصوص أو السيناريوهات مع طموحات الفنان. هذه التغيرات قد تدفع البعض لإعادة تقييم خياراتهم، والبحث عن مشاريع جديدة تلائم إمكانياتهم الفنية وتطلعاتهم.

قرار الابتعاد عن الساحة لم يكن سهلاً على فرحان، خصوصًا أنها كانت قد اكتسبت قاعدة جماهيرية كبيرة. لكنها فضلت تقييم مسارها الفني والبحث عن فرص مستقبلية تناسب قدراتها وطموحاتها، بدل الاستمرار في أعمال قد تقلل من تأثيرها الفني أو تلحق الضرر بصورة أدوارها السابقة.

العودة والطموحات المستقبلية

على الرغم من فترة الغياب، أكدت رزيقة فرحان أن شغف التمثيل لا يزال حاضرًا في قلبها، وأنها تتطلع للعودة من خلال أعمال فنية تتسم بالإبداع والجودة. إنها تأمل أن تجد مشاريع جديدة تعكس تطلعاتها وتستعرض إمكانياتها الحقيقية كممثلة موهوبة، مع الحفاظ على التوازن بين حياتها الشخصية والمهنية.

الحياة الشخصية لعبت دورًا كبيرًا في فترة غيابها، حيث حرصت على تلبية الالتزامات العائلية بعد الزواج. وهذا الموقف يعكس تحديات الكثير من الفنانات اللواتي يسعين لتحقيق النجاح المهني دون التأثير على حياتهن الأسرية، ويُظهر أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية عنصر أساسي في استمرارية أي مسيرة فنية ناجحة.

مصدر إلهام للفنانات الشابات

تجربة رزيقة فرحان تعد مثالًا ملهمًا للفنانات الشابات في العالم العربي، فهي تظهر كيف يمكن للتحديات أن تتحول إلى فرص للتطور والنضج الفني. البحث عن الأدوار التي تتوافق مع القدرات الشخصية والفنية هو خطوة ضرورية للحفاظ على مستوى الأداء، واتخاذ قرار الابتعاد مؤقتًا يمكن أن يكون فرصة لإعادة ترتيب الأولويات والتخطيط للمستقبل بشكل أفضل.

الجمهور يترقب عودتها بشغف، ويأمل في رؤية الفنانة في أعمال جديدة تجمع بين الإبداع الفني والحضور القوي الذي اعتادوا عليه. إن تفاعل المشاهدين مع مسيرتها يظهر أهمية استمرار الفنانة في تقديم أعمال تعكس قدراتها وتطلعاتها المستقبلية.

قصة رزيقة فرحان ليست مجرد مسيرة فنانة ناجحة، بل هي نموذج واقعي للفنانات اللواتي يسعين لتحقيق التوازن بين الطموحات المهنية والحياة الشخصية. يظهر من تجربتها كيف يمكن للعوامل الفنية والشخصية أن تؤثر بشكل كبير على قرارات الفنانين، وكيف أن الابتعاد المؤقت قد يكون خطوة ضرورية للحفاظ على جودة الأداء والبحث عن الفرص التي تتناسب مع الرؤية الفنية. ومع كل التحديات، يظل الأمل في عودة فرحان إلى الساحة الفنية حاضرًا، ليواصل جمهورها الاستمتاع بالأدوار المميزة التي أسرت قلوبهم على مدار السنوات.

تشهد تونس مع بداية الأسبوع القادم حالة جوية استثنائية قد تعيد إلى الأذهان سيناريوهات خريفية عرفتها البلاد في السنوات الماضية. فقد أعلنت معاهد الأرصاد الجوية الدولية عن اقتراب منخفض جوي قادم من خليج جنوة الإيطالي، متوقع أن يتسبب في نزول أمطار غزيرة على عدد من ولايات البلاد، أبرزها ولايات تونس الكبرى وزغوان، هذه التغيرات الجوية تطرح العديد من التساؤلات حول تأثيرها على الحياة اليومية، البنية التحتية، وسبل الاستعداد لموجة الأمطار المقبلة.

تفاصيل الحالة الجوية المرتقبة

وفق آخر التحديثات الصادرة عن النماذج العددية الأوروبية والأمريكية، فإن بداية التقلبات الجوية ستكون يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025. حيث تنشط تيارات بحرية شرقية محملة برطوبة عالية، ما يؤدي إلى هطول أمطار متفاوتة الشدة على طول الساحل الشرقي الممتد من ولاية نابل مروراً بالساحل وصفاقس وصولاً إلى مدنين، كما ستمتد هذه التقلبات إلى بعض المناطق الغربية من ليبيا.

الأمطار في هذه المرحلة ستكون متفرقة وخفيفة إلى متوسطة، تتراوح كمياتها بين 1 و20 ملم محلياً، مع تباين في التوزيع الجغرافي.

المنخفض الجوي القادم من جنوة

النقلة النوعية في الحالة الجوية ستكون ليلة الاثنين وتمتد إلى يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المنتظر أن يتأثر شمال ووسط البلاد بـ منخفض جوي كلاسيكي قادم من خليج جنوة وهذا النوع من المنخفضات معروف بقدرته على جلب كتل هوائية رطبة تؤدي إلى تساقط كميات هامة من الأمطار، خاصة عندما يتزامن مع حرارة مرتفعة نسبياً لمياه البحر الأبيض المتوسط.

الولايات الأكثر تأثراً

تُعد ولايات تونس الكبرى (تونس، أريانة، منوبة، بن عروس) بالإضافة إلى ولاية زغوان، الأكثر عرضة للتأثر بهذا المنخفض. ومن المتوقع أن تسجل هذه المناطق كميات كبيرة من الأمطار قد تتسبب في:

  • سيول جارفة خصوصاً في الأحياء ذات البنية التحتية الضعيفة.
  • فيضانات حضرية نتيجة انسداد بالوعات تصريف المياه.
  • تعطل حركة المرور على الطرقات الرئيسية.
  • توقف بعض الأنشطة الاقتصادية مؤقتاً في حال استمرار هطول الأمطار لساعات طويلة.

المخاطر المحتملة

بحسب خبراء الأرصاد، فإن المخاطر لا تقتصر فقط على غزارة الأمطار، بل تشمل:

  1. ارتفاع منسوب الأودية مما قد يهدد المناطق القريبة منها.
  2. انقطاع التيار الكهربائي نتيجة تضرر الشبكات.
  3. تعطّل النقل العمومي بسبب تراكم المياه.
  4. تضرر المحاصيل الزراعية خاصة في المناطق السهلية.

استمرارية الاضطرابات الجوية

تشير النماذج العددية إلى أن هذا الاضطراب الجوي قد يتواصل حتى نهاية الأسبوع المقبل، مع إمكانية تجدد الأمطار في أكثر من فترة نتيجة حركة المنخفض بين شمال المتوسط والأراضي التونسية.

كما تؤكد التوقعات الأوروبية والأمريكية أن شهر سبتمبر 2025 سيكون مميزاً بكثرة الأمطار، خاصة في شمال البلاد وسواحلها الشرقية، وهو ما يتماشى مع طبيعة الخريف في تونس الذي عادةً ما يتميز بتقلبات مفاجئة وأمطار غزيرة قد تتحول أحياناً إلى فيضانات.

مقارنة تاريخية

من المعروف أن تونس شهدت في العقود الأخيرة عدة موجات مماثلة:

  • في خريف 2007، أدت أمطار غزيرة إلى فيضانات كبيرة في ولايات الشمال.
  • في أكتوبر 2018، عاشت ولاية نابل واحدة من أسوأ الفيضانات التي خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.

هذه السوابق تجعل من الضروري التعامل مع التقلبات الجوية القادمة بحذر واستعداد جدي.

نصائح للوقاية والاستعداد

مع اقتراب هذه الموجة، يوصي خبراء الأرصاد والدفاع المدني بما يلي:

  • تنظيف بالوعات المياه لتفادي انسدادها.
  • تجنب التنقل غير الضروري أثناء فترات الذروة المطرية.
  • تأمين الممتلكات خاصة السيارات والآلات في المناطق المنخفضة.
  • متابعة النشرات الجوية الرسمية لتحديث المعلومات.
  • تجنب مجاري الأودية وأماكن تجمع المياه.

البعد المناخي

هذه الظواهر الجوية المتكررة تفتح النقاش من جديد حول تأثير التغيرات المناخية على تونس ومنطقة شمال إفريقيا. فارتفاع درجات الحرارة وتزايد الرطوبة في البحر المتوسط يُساهمان في تعزيز قوة المنخفضات الجوية، مما يؤدي إلى أمطار أكثر غزارة وتطرفاً.

المنخفض الجوي المرتقب القادم من خليج جنوة يُمثل اختباراً جديداً للبنية التحتية وقدرة السلطات المحلية على إدارة الأزمات. وبينما تحمل الأمطار بشائر الخير للمزارعين والمائدة المائية، فإنها تفرض في الوقت نفسه تحديات كبيرة على مستوى الحماية المدنية والتخطيط الحضري.

التجربة أثبتت أن الوقاية أفضل من العلاج، وأن الوعي المجتمعي بخطورة هذه الظواهر يبقى خط الدفاع الأول لتفادي الخسائر. فلنستعد جيداً، ولنتذكر أن الخريف في تونس قد يكون جميلاً ممطراً، لكنه أيضاً قد يتحول في لحظة إلى فصل التحديات الكبرى.