طفل يحوّل مائدة العشاء إلى كارثة بسبب تقليده مقطع فيديو

شهدت ولاية بسكرة الجزائرية فاجعة إنسانية هزّت المجتمع المحلي، تمثلت في وفاة عدد من أفراد عائلة واحدة نتيجة تسمم حاد أثناء تناولهم وجبة العشاء، الأسباب الكامنة وراء هذه المأساة كشفت عن ثغرة مؤلمة في الرقابة الأسرية على المحتوى الرقمي المتاح للأطفال.

التفاصيل المؤلمة: تجربة بريئة تنتهي بموت عائلة

المعطيات الأولية التي استند إليها التحقيق أشارت إلى أن المادة السامة لم توضع بقصد الإيذاء، بل كانت نتاج خطأ غير مقصود ارتكبه طفل صغير من العائلة، لم يتجاوز عمره الخمس سنوات.

تقليد المحتوى الرقمي يُفضي إلى كارثة

كشفت التحقيقات أن الطفل كان يلهو في المطبخ، حيث قام بخلط مواد مختلفة متوفرة في المنزل و هذا السلوك نبع من تقليد مقطع فيديو شاهده على الإنترنت، يُقدّم “تجارب منزلية” ترفيهية. يغيب عن الأطفال في هذا العمر إدراكهم لخطورة التفاعلات الكيميائية أو سمّية المواد المنزلية الشائعة.

للأسف، دخل المزيج الكيميائي الذي أعدّه الطفل ضمن مكونات وجبة العشاء بطريقة ما، مما أدى إلى احتواء الطعام على جرعة قاتلة من مادة سامة. نُقل أفراد الأسرة إلى المستشفى في حالة حرجة، لكن محاولات الأطباء لإنقاذهم باءت بالفشل، ليفارق أغلبهم الحياة متأثرين بالتسمم.

التحقيق الرسمي والدعوة إلى اليقظة الأسرية

سارعت السلطات المحلية الجزائرية إلى فتح تحقيق معمّق وعاجل لتحديد النوع الدقيق للمادة السامة وكيفية وصولها إلى متناول الطفل الصغير. وقد أشارت التقارير الأولية إلى احتمال أن تكون المادة المستخدمة من مواد التنظيف أو التعقيم المنزلية الشائعة.

خبراء يحذرون: ضرورة مراقبة “تجارب الإنترنت”

في أعقاب هذه الحادثة، شدد الأطباء وخبراء شؤون الطفولة في الجزائر على الضرورة القصوى للمراقبة الأبوية المستمرة.

  • الرقابة على المحتوى: يجب على الآباء والأمهات الانتباه بدقة للمحتوى الذي يشاهده الأطفال عبر الإنترنت والتطبيقات المختلفة.
  • التوعية بمخاطر المواد: يجب التوعية بخطورة تقليد التجارب التي تبدو ترفيهية، وتأمين المواد المنزلية الخطرة بعيداً عن متناول الصغار.

أكدت الجمعيات المختصة بشؤون الأسرة أن هذه الواقعة الأليمة في بسكرة تُعد جرس إنذار مؤلم يذكّر كافة الأسر في الجزائر وخارجها بأن خطأ بسيط وغير مقصود قد يتحوّل إلى مأساة حقيقية لا تُعوّض. إن مسؤولية الحماية تقع على عاتق الأسرة في المقام الأول لضمان سلامة أبنائها من مخاطر البيئة المنزلية والرقمية معاً.